"حزب الله" يمنع الحكومة من الاستقالة

"حزب الله" يمنع الحكومة من الاستقالة... ما هي الأسباب؟!

  • "حزب الله" يمنع الحكومة من الاستقالة... ما هي الأسباب؟!

اخرى قبل 5 سنة

"حزب الله" يمنع الحكومة من الاستقالة... ما هي الأسباب؟!

سواء أراد "حزب الله"، ومن وراءه، أو لم يرد، فإن الحكومة الحالية تُعتبر حتى إشعار آخر في حكم الساقطة، أقله في نظر أكثرية الشعب، الذي كان يُقال عنها في الماضي إنها صامتة، أو هي في موت سريري بدليل أن رئيسها عاجز عن دعوتها إلى الإجتماع، بعد الجلسة اليتيمة التي عقدت تهريبًا في القصر الجمهوري، والذي نتج عنها إقرار موازنة 2020 وإرسالها إلى مجلس النواب، الذي لن يستطيع أعضاء لجنة المال والموازنة الإجتماع للبدء بدراستها قبل تحويلها إلى الهيئة العامة للمجلس، الذي حجز لنفسه سريرًا إلى جانب الحكومة الموضوعة تحت المراقبة في غرفة العناية الفائقة، تمهيدًا لأعلان موتها طبيعيًا، بعد أن يرفع الأطباء المشرفون عليها "العشرة" ويقطعون الأمل من شفائها وتعافيها.

 

فخلافاً للدستور اللبناني الذي يعطي رئيسي الجمهورية والحكومة صلاحيات وضع الاستراتيجيات العامة للدولة اللبنانية، رسم الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله خطاً أحمرعريضاً حول إسقاط الحكومة ، قائلاً "لا نقبل لا بالفراغ ولا بإسقاط العهد ولا باستقالة الحكومة ولا بانتخابات مبكرة لأنها معقدة".

 

ثلاث "لاءات" رفعها نصرالله في وجه الإنتفاضة – الحراك، الذي سجل بالأمس ظاهرة فريدة من نوعها عندما تشابكت الأيدي من الشمال إلى الجنوب مشكلة سلسلة بشرية لتقول للعالم الخارجي ولبعض من في الداخل أن اللبنانيين وحدة متكاملة ومتراصة، بعدما خرجوا من شرنقة الخوف وكسروا حاجزه، وقالوا كلمتهم بكل وضوح وجرأة وشجاعة قلّ نظيرهما، وهذه الـ"لاءات" هي:

 

بالنسبة إلى النقطة الأولى، صحيح أن الإنتفاضة الشعبية تريد من الحكومة أن تستقيل اليوم قبل الغد، لأنها تحمّلها مسؤولية ما كان يُخطط لتمرير مشاريع قوانين ضمن الموازنة تفرض سلسلة طويلة من الضرائب على الطبقة الكادحة والفقيرة، وقد تكون البيئة الحاضنة لـ"حزب الله" هي الأكثر فقرًا والأكثر حرمانًا وتهميشًا، وهذا ما شهدناه عندما تحرّك أهل الشيعة في صور والنبطيه وبعلبك، الذين رأوا في الإنتفاضة الشعبية فرصة للتعبير عن ألمهم والخروج من حالة الكبت التي يعيشونها منذ ردح من الزمن.

 

لكن ما ليس صحيحًا أن الإنتفاضة تريد إسقاط العهد، على رغم الملاحظات الكثيرة التي يأخذونها عليه، ومن أهمهما وضع قرار السلم والحرب في يد "حزب الله" وتقديم الدعم المعنوي له وتأمين حاضنة شرعية لمشاريعه في لبنان والمنطقة، والمترجمة في الحكومة الحالية من خلال الصمت المطبق الذي يمارسه رئيسها.

 

ولهذا السبب لا يبدو أن الحزب سيسلم بسهولة بإستقالة الحكومة، التي تؤّمن له غطاء شرعيًا كاملاً، ولن يسمح بإسقاط العهد، الذي يعتبره عهده، والذي من أجله أوقع سدة الرئاسة الأولى والبلاد في فراغ استمرّ سنتين ونصف السنة، وليس شهرًا أو شهرين.

 

وهنا لا تخفي بعض المصادر القريبة من "بيت الوسط" قلقها حيال ما يجري، خصوصًا أن الرئيس الحريري يبدو محرجًا امام السقف الذي وضعه تحته نصرالله، خصوصًا أن قاعدة رئيس الحكومة تطالبه بالاستقالة الفورية والانضمام إلى صفوف المنتفضين في الشارع، مشيرة إلى أن الحريري طرح فكرة التعديل الوزاري كخيار وسطي بين الخيارات المطروحة، إلا أنه اصطدم أيضاً بجدار وزير الخارجية جبران باسيل الذي يرفض الخروج من الحكومة، ويقول له دخلناها معًا ونغادرها معًا، في تلميح إلى "التسوية الرئاسية".

 

أما بالنسبة إلى رفض "حزب الله" إجراء إنتخابات نيابية مبكرة على اساس قانون غير القانون الحالي، فلأنه لن يستطيع أمام هذا الوعي الشعبي، الذي لم يكن ناضجًا بما فيه الكفاية في العام 2018، أن يضمن حصوله هذه المرّة على ما يقارب الـ84 نائبًا من أصل 128، كما قال في الماضي الجنرال قاسم سليماني.

 

وعن تخوّف "حزب الله" من حصول فراغ في البلاد بعد إستقالة الحكومة، يردّ من في الشارع وليس غيرهم بأن الفراغ، أيّا يكن نوعه، ليس كالفراغ الذي كانت تعيشه البلاد قبل الإنتفاضة، وهو لا يقاس بالفراغ الذي نتج، وعلى مدى سنتين، عن إقفال مجلس النواب، أو الفراغ في سدّ الرئاسة الأولى، حيث كانت البلاد تعيش وضعًا غير سليم.

 

وبين أصرار إنتفاضة الشارع على إستقالة الحكومة وبين ضيق هامش الحركة داخل السلطة يبقى الوضع على ما عليه من حالات كرّ وفرّ لإعادة فتح الطرقات، بعدما تبيّن أن ثمة قرارًا حاسمًا بفتح، أيًّا تكن النتائج.

 

 

 

التعليقات على خبر: "حزب الله" يمنع الحكومة من الاستقالة... ما هي الأسباب؟!

حمل التطبيق الأن